دعا عدد من الشباب الإسرائيليين على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لتنظيم «مظاهرة حب» أمام السفارة المصرية في تل أبيب، ظهر الجمعة المقبل، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى مجزرة «صابرا وشاتيلا». وقال الشباب إن المظاهرة تهدف لتوصيل رسالة للشعب المصري مفادها أن الإسرائيليين «لا يريدون الحرب»، وشهدت الصفحة التي دعت للمظاهرة جدلاً كبيراً بين المؤيدين والمعارضين، الذين اتهموا مصر بعدم احترام اتفاقية «كامب ديفيد».
وقال الشباب في دعوتهم إن «الإعراب عن الغضب بعد ما حدث بالسفارة الإسرائيلية في مصر، هو أمر بسيط جداً، كان حادث عنف متطرفا ليس له ما يبرره. والشعب المصري، خاصة شبابه، يحاولون بعد الثورة التعبير عن غضبهم بعد سنوات طويلة من المعاناة. في المقابل نشأ جيل هنا (في إسرائيل) أيضاً يريد أن يحيا في عالم أفضل وعادل، ويعارض الكراهية والاستبداد، ويناضل من أجل حقوقه الأساسية، برغبة عميقة في العيش حياة أفضل في عالم أفضل».
وتابعوا:«حان الوقت لنوقف الكراهية القائمة على أساس من الدين والمال، كلنا نريد عالم أفضل، وهذا سيتحقق فقط إذا فعلنا ذلك سوياً»، وأضافوا: «تعالى نوجه للشعب المصري نداء سلام ومحبة، نقول لهم إننا لا نريد الحرب معهم ولا نريد أن نكرههم، وإنما نريد العيش كجيران في حب، ولنقيم هذه الحياة في الشرق الأوسط وفي العالم كله ليكون أفضل. هم مثلنا تماماً، بشر في نهاية الأمر، تعالى نريهم وجهنا الحقيقي، وربما نغير أفكارهم».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قد وصف المتظاهرين المصريين أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، بأنهم «رعاع»، وذلك في تصريح له مساء الأحد الماضي، حيث قال:«حراس سفارتنا فى مصر ورئيسهم يستحقون الإشادة والتهنئة لما تحلوا به من شجاعة في مواجهة الرعاع المصريين الذين اقتحموا مقر سفارتنا».
وفيما طلب أحد المشاركين على صفحة الدعوة على موقع «فيس بوك» ترجمة الدعوة للعربية كي يطلع عليها الشباب العربي، شهدت الصفحة تعليقات غاضبة من عدد كبير من الشباب الإسرائيلي، من بينهم مستخدم باسم «شموليك كيتاينيك» الذي كتب تعليقاً ساخراً جاء فيه: «مظاهرة حب ودعم مثل المظاهرة التي نظمها لنا أحباؤنا من الجانب الآخر في القاهرة، كل هذا الحب الذي جعل 6 من شبابنا محتاجين لمن ينقذهم من الجماهير المحتشدة، هؤلاء المحبوبين الذين جعلونا بحاجة للاتصال بالرئيس الأمريكي طوال الليل من أجل أن نطلب منه مساعدتنا، وكأنه لم يكن واضحا للنظام المحبوب على الجانب الآخر أنه يجب إنقاذ العاملين بسفارة أجنبية».
أما «سيفان زوهار» فاستنكرت الدعوة، وجاء في تعليقها: «ماذا حدث لكم يا شباب؟ تريدون أن يتم قتلكم وتنظمون مظاهرة حب؟ استيقظوا، أنتم تعيشون حلما سخيفا»، وأشارت «زوهار» إلى حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة قائلة إن مصر لا تحترم اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
وتأتي المظاهرة التي يعتزم نشطاء إسرائيليون تنظيمها أمام السفارة المصرية بتل أبيب، في الذكرى 29 لمذبحة صابرا وشاتيلا، التي توافق يوم الجمعة المقبل، وهي المجزرة التي راح ضحيتها 3297 عربيا من بينهم مصريون، فيما كان غالبية الضحايا من الفلسطينيين .