نقيب الصحفيين (وسط) احمد زكى بدر (يمين الصورة)
وخلال الندوة التي حضرها نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد الذي لعب دور الوسيط بين الصحفيين وبين الوزير لحل الأزمة المتفاقمة بين الطرفين، نفى بدر اتهامات الصحفيين وأكد أنه: " لا توجد أزمة بيني وبين الصحفيين".
وفي الوقت نفسه رفض الاعتذار للصحفيين بدعوى أنه لا يعتذر طالما أنه لم يخطئ في حق أحد، وشدد على أنه لم يعتذر من قبل لأي شخص.
وحرص الصحفيون على الإنفراد بالوزير في بداية الندوة لتلطيف الأجواء والحديث عن مشاكل حجب المعلومات وأخبار وزارة التربية والتعليم حيث شدد الصحفيون على حقهم في تسهيل الوزارة لمهمتهم والرد على استفساراتهم.
وفي بداية الندوة تطوع الصحفي محمد الشرقاوي المحرر بوكالة أنباء "الشرق الأوسط" الحكومية للدفاع عن الوزير واصفا بدر بأنه : " يحارب مافيا موجودة في الوزارة منذ سنين عديدة كما أنه يحارب الفساد في ظروف معادية له من قبل الصحفيين وغيرهم".
وأضاف الشرقاوي أن بدر من "أفضل وزراء التربية والتعليم في السنوات الأخيرة"، الأمر الذي أثار حفيظة نقيب الصحفيين حيث اتهم الشرقاوي بـ"المنافق"، وعلى إثرها نشبت "حرب كلامية" فيما بينهم تحولت بسببها الندوة إلى "هرج ومرج" خاصة بعد أن اتهمت إحدى الصحفيات النقيب بأنه يحجر على رأي الموجودين، وانتهى الموضوع باعتذار مكرم للشرقاوي في نهاية الجلسة.
ولم تكن تلك هي المشادة الوحيدة التي أثارت استياء الصحفيين وأولياء أمور الطلاب والمهتمين بالتعليم ممن حضروا لقاء الوزير في مقر النقابة، بل سبق ذلك أزمة قبل بداية الندوة حين انفرد مكرم بالوزير ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف الحكومية ومحرِّري التعليم أكثر من ساعة، وأصدر أوامره المشدَّدة بمنع أي صحفي أو أية جهة إعلامية من دخول القاعة، وتحولت الندوة الى "خناقة" بين الصحفيين وبين الأمن بسبب قرار المنع.
وتحدث الوزير بدر خلال الندوة عن وفاة المراقبين الستة أثناء مراقبتهم لامتحانات الثانوية العامة الأسبوع الماضي. وقال إنهم لم يتقدموا للإدارة المركزية أو اللجان الطبية التابعة للوزارة بأي اعتذار عن عملهم ولم يقدموا أية أعذار طبية.
ودلل على كلامه بأنه في عام 1996 توفى 13 معلماً في أسيوط أثناء امتحانات الثانوية العامة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ورفض بدر تحميله مسئولية وفاتهم.
كما نفى أي نية لدى مصححي الامتحانات لمقاطعة أعمال التصحيح في "الكنترولات" من باب التضامن مع المعلمين المتوفين، كما زعمت بعض الصحف، بحسب بدر.
واعترف الوزير بوجود بعد جغرافي بين أماكن انتداب بعض المراقبين من المدرسين لأعمال الامتحانات ومقار سكنهم، لافتا إلى تدخل جميع الجهات المعنية بالدولة لتسهيل تنقلات وأعمال المنتدبين.
موجهاً الانتقاد إلى حركات المعلمين المستقلة التي تظاهرت الإثنين أمام وزارة التربية للمطالبة بإقالته على خلفية وفاة المراقبين الستة، ونافياً أي علاقة لهم بمنظومة التعليم.
وأضاف الوزير أن نظام اختيار المنتدبين خلال السنوات الماضية كان يتم عبر الوسائل الالكترونية ووصفها بالمثل الشعبي "بختك يا أبو بخيت".
وأكد أن هذا العام تم الانتداب فيه بطريقة أخرى تهدف إلى تقريب المسافات بين محل سكن المعلم ومكان انتدابه.
وأوضح أن الاستراحات المخصصة للمراقبين والمصححين لم تكن على المستوى الأمثل لكنها أفضل من السنوات الماضية ، مضيفاً أن "المعلمين في الأعوام السابقة لم يقيموا في فنادق كالشيراتون والهيلتون"،
وقال "لا يعقل أن يُحرَم القائمون بأعمال الامتحانات من صرف بدل الانتقال لمدة عامين ثم بعدها نجد من يطالب بصرف مكافأة قيمتها عشرين شهرا " في إشارة منه إلى رفضه مطالبات العاملين بهيئة الأبنية التعليمية بصرف مكافآتهم السنوية.
نتيجة الثانوية العامة
بالنسبة لموعد إعلان نتيجة الثانوية العامة لهذا العام، قال الدكتور بدر "لا نستطيع إعلانها أو تحديد موعد ذلك إلا بعد انتهاء التصحيح وهو ما لم يحدث بعد".
ولفت إلى أن لجان تصحيح أوراق الثانوية العامة انتهت من تصحيح أوراق امتحان اللغة العربية للمرحلتين الأولى والثانية ، حيث بلغت نسبة النجاح 7ر96% في المرحلة الأولى و2ر80% بالمرحلة الثانية.
وفى مادة الأحياء بلغت نسبة النجاح 3ر95% بالمرحلة الأولى و1ر57% بالمرحلة الثانية، وفى مادة اللغة الأجنبية الأولى بلغت نسبة النجاح 1ر89 % للمرحلة الأولى و83 % للمرحلة الثانية.
من ناحية أخرى كشف الوزير عن تبنيه رأى العالم المصري فاروق الباز في تطوير مناهج مادة الفيزياء في إطار "خطة التعليم" لتعديل المناهج الدراسية وتفريغها من "الحشو" خلال الأعوام الدراسية المقبلة، بالإضافة إلى أخذ بآراء متخصصين والاستعانة بهم في العلوم والمواد الأخرى.
وحول اعتصام عدد كبير من العاملين بهيئة الأبنية التعليمية الذين حضر بعضهم اللقاء ، أكد بدر أن هناك مخالفات مالية صارخة منها على سبيل المثال إنه تم إبرام 16 مناقصة في وقت واحد وفى نفس التاريخ وبنفس اللجنة في محافظات مختلفة.
وأضاف أنه تم تحويل كافة المخالفات للنائب العام، مؤكدا علي أنه لن يتهاون مع أية مخالفات مالية لأنها تعد إهدارا للمال العام.
هيبة المدرس ومشاريع طموحة
وجدد بدر تأكيده على ضرورة المحافظة على هيبة المدرس، وأن كرامتهم لا تمس بكافة الأحوال من أي طالب أو ولى أمر، معتبرا أن المعلم أساس العملية التعليمية لكونهم القائمين على تربية أبنائنا والمحافظة على مستقبلهم.
وأكد الدكتور بدر وزير أن الرئيس حسنى مبارك كلفه عند توليه الوزارة بضرورة الاهتمام بالتعليم الفني .
مشيرا إلى أنه من الضروري الوقوف على المستوى الحقيقي للتعليم الفني حتى نبني قاعدة معلومات سليمة وحقيقية وعملية بعيدا عن التقارير المكتوبة ، منوها بأنه يجرى حاليا إعداد خطة للنهوض بالمدارس الفنية والصناعية ومدها بكافة الإمكانيات.
وقال إن الوزارة تنفذ حاليا خطة لتدريب خريجي الثانوية العامة من أولئك الذين لن يلتحقوا بالجامعات لإعدادهم لسوق العمل ومساعدة خريج التعليم الفني على الالتحاق بالتعليم العالي.
مشيرا إلى وجود نحو 1700 مدرسة فنية معظمها مجهز بكافة التجهيزات من معدات ومعامل.
"سي دي" الصحفيين
وفي نهاية الندوة أعرب الصحفيون المشاركون في لقاء الوزير عن استياءهم جراء امتناعه عن الاعتذار لهم بدعوى أنه لم يخطئ في حقهم، ومن ثم اعتبروا أن زيارة الوزير لهم في "عقر دارهم" بنقابة الصحفيين وعدم اعتذاره عما بدر منه بسبب تهديده لهم، وحجب المعلومات عنهم هي إهانة كبيرة.
وأشاروا إلى أن الوزير لا يستطيع أن يتخلص من أسلوبه الأمني الذي فرضه على الوزارة، خاصة أنه يراقب كل شيء داخل وزارته وخطوات الصحفيين.
كما أكد الصحفيون أن تهديدات بدر بوجود الـ"سى. دى" الخاص بهم داخل أتوبيس الوزارة يؤكد الحالة الأمنية التي فرضها بدر على الوزارة منذ توليه حقيبتها منذ نحو 5 شهور.
وكان بدر قد هدد الصحفيين بأنه يملك "سي دي" يسجل فيه اساءة الصحفيين له أثناء مناقشاتهم داخل أتوبيس الوزارة.