من المؤكد ان هناك الكثير من الاسرار والخبايا التى حدثت خلال الثامنية عشر يوم التى سبقت تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك وهى ذاتها ايام الثورة المصرية العظيمة التى بدأت بـ 25 يناير وانتهت يوم التنحى 11 فبراير وتم تسليم ادارة البلاد للمجلس الاعلى للقوات المسلحة فقد دارت الكثير من الامور والمواقف المختلفة التى لايُعلم عنها شىء فكان لابد ان يتم معرفة ما دار خلال تلك الايام المشهودة من احد المقربين من القصر الرئاسى والعائلة الرئاسية ومن صناع القرار الفاعلين بهذه الدولة وبمن كانونا يديرون تلك الازمة كما اطلقوا عليها وقتها
فقد استضافت جريدة الاهرام رئيس تحرير جريدة رز اليوسف السابق والتى تعد احد الجرائد والمجلات القومية التابعة للحكومة ولسياسة الدولة ويعد هو ذاته احد ابوقة النظام السابق والمجمل لصورته فى الصحافة والاعلام وقد سرد الكثير من التفاصيل والمعلومات عن تلك الفترة الهامة من تاريخ مصر فقد قال انه اتصل باحمد عز امين تنظيم الحزب الوطنى وقتها وقد قام بسؤاله عما يحدث يوم موقعة الجمل فقال له ان غدا يوم صعب للغاية مؤكدا ان عز كان لديه شعور بأن كل شىء سينهار تماماً وقد اتصل بأنس الفقى وزير الاعلام وقتها وقال له ما يحدث الان بميدان التحرير فقال له انس الفقى ان هناك مجموعة من الناس تعمل فى مجال السياحة فى طريقهم للتظاهر بميدان التحرير لأن حالهم واقف فقد اشار ان سبب سقوط النظام هو ادارة الازمة الفاشلة بداية من الرئيس مرورا بكافة القيادات وصولاً الى اصغر جندى وعلى هذا فكان هناك استخفاف غير عادى من قبل وزير الداخلية وقتها حبيب العادلى الذى ذهب لافتتاح مسجد الشرطة بقرية الخمائل بعد ظهر جمعة الغضب وقد اشار ايضا ان الوزير حبيب العادلى قد قابله يوم 26 يناير اى بعد مرور ساعات من احداث يوم 25 يناير بداية الثورة وحاول ان يبدوا متماسكاً امامى وقد القى على مسامعى بعد القفشات الجنسية بما يعنى ان الامور تحت السيطرة الكاملة حتى إنه وضع فى يدى 20 قطعة شيكولاته على سبيل الهزار وأدركت وقتها أن هناك مشكلة حقيقية فعندما ات سؤال كمال كيف كانت لحظته الاخيرة بالوزارة قال كمال ان حبيبب العادلى كان منهاراً وغادر موقعه بالتريننج سوت مساء يوم السبت 29 يناير فى دبابة وقد ذكر ان وقتما كان هناك ازمة ايضا منذ عامين ايبان حرب اسرائيل على غزة والتى استمرت على مرور ثمانية عشر يوماً ايضا كان الرئيس المخلوع مبارك بنفسه يدير تلك الازمة ويرأس ايضا مجلس الامن القومى وكان يخاطب الرأى العام بذاته لان الاعلام كان وقتها بأزمة حقيقة فقد كان معبر رفح مغلق طيلة هذه المدة الا ان هذا اختلاف تماما وقت ازمة الثورة المصرية بيانير الماضى والتى لم يكن يديرها مبارك بذات اللياقة السياسية والروح التى تعامل بها من قبل مع الازمات مشيرا عبدالله كمال ان مبارك لم يعد يلتقى مع رؤساء التحرير كما كان يلتقى بهم قبل وفاة حفيده وقد اشار ان جمال مبارك وقت الازمة كان يقتصر دوره فى اعطاء مضامين الخطابات التى كان يلقيها مبارك على الشعب وقت احتدام الثورة وانه كان يقترح اقتراحات بديله للرئيس بدلا من التنحى الذى كان يرفضه وقد ذكر كمال ان مبارك كما قيل على لسان وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد كان يتابع الاحداث من خلال شاشة التلفزيون المصرى فقط وقد قال مؤكدا عبدالله كمال ان اهم اختيار كان يدرسه الرئيس طيلة فترة الازمة هو اختيار التنحى عن الحكم والذى حاولوا جاهدين ان يتم مفاداته ولكنه كان هو الحل الاخير فقد قال ان دور وزير الاعلام انس الفقى يأتى فشله فى الدور الثانى من وراء وزير الداخلية حبيب العادلى فى ادارة تلك الازمة فقد اشار ان السيد عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الاخبار بالتلفزيون المصرى كان عليه ضغوطاً رهيبة وغير عادية وبالاخص لان وزيره انس الفقى لم يكن على مستوى الحدث الجارى وعندما سؤال عبدالله كمال عما كان وراء قطع الاتصالات والانترنت وقت الثورة فقال دون ان يوضح ان بناءً على اقتراح من وزير الداخلية حبيب العادلى مؤكدا ان صاحب مسؤلية هذا القرار هو حبيب العادلى نفسه وقد اشار ان دور زكريا عزمى رئيس ديوان الجمهورية وقتها قوى للغاية اذا انه كان حاضراً متخبط وكان معرقلاً لرغبة تنحى الرئيس يوم 7 فبراير وعندما تم سؤال كمال عن سبب خروج اسامة الباز من المشهد السياسى اكد انه لاسباب صحية والى وقت قيام الثورة كان مدرجاً لوظيفته بالرئاسة وهى المستشار السياسى للرئيس المخلوع مبارك وقد اكد عبدالله كمال انه استطاع ان يدرك بأن النظام فى مصر بأزمة حقيقة وبداء ينهار بداية من منتصف شهر سبتمبر بالعام الماضى عندما كانت الحكومة بالكامل على وشك الإقالة الا انا الرئيس مبارك تراجع فى اخر الوقت بعدما اجتمع بمجلس الوزراء وقرر ان يكون هناك جهاز واحدا ومختص للتصرف فى الأراضى التى كانت سبب ازمة حقيقية لان من يكلك التصرف بها هى جهة واحدة وهى وزارة الاسكان والتجارة واجاب كمال عن سؤال قد طرح له عن اهم رجال الرئيس المؤثرين فعلياً فى سير الاحداث بخلاف زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية فأجاب قائلاً ان زكريا عزمى هو الطرف المحورى والرئيسى الذى كان تدوره حول معظم الاحداث والمؤامرات لذلك كان هو احد اكثر الاشخاص غموضاً بنظام المخلوع وقد اكد ان دور نائب الرئيس السيد عمر سليمان وقتها هو ان يعبر بالبلاد من تلك الازمة الكبيرة بكل السبل والطرق وبأقل الخسائر الممكنة وقد ذكر كمال عن رجل الاعمال حسين سالم قائلا ان الرجل الخفى الذى لا تعلمه عنه الكثير فلم اقابله طيلة حياتى الا اننى تهاتفنا تليفونيا فقط مرتان لتهنئة بمناسبات مختلفة وقد اكد الصحفى عبدالله كما ان هناك ثلاثة اسباب رئيسية لانهيار نظام الرئيس المخلوع مبارك اؤلهما وهو خوف المصرين من الغد دون وجود الرئيس مبارك وكيف تصور هذا اليوم بدونه وثانيهما هو ان الدولة الكبيرة والعظيمة التى ينتمون اليها المصرين لم تعد كما كانت عليه من قبل وثالثهما هو استمرار حكم الرئيس مبارك لمدة طويلة بلغت ثلاثون عاما متواصلة