شدد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، على أن مصر تمر حاليا بمرحلة دقيقة من تاريخها، وتشهد تحولا شاملا في المسيرة الوطنية، وذك في خطاب بذكرى "حرب أكتوبر،" وجه فيه التحية للرئيس الراحل، أنور السادات، دون الحديث عن دور للرئيس السابق، حسني مبارك، في حين كانت لأرملة السادات موقف بارز، قالت فيه إن اختياره مبارك لخلافته كان "خطأ كبيراً."
وقال طنطاوي في كلمته إن على الشعب المصري، على اختلاف توجهاته السياسية وغير السياسية ، أن يعي تداعيات المرحلة الدقيقة ومتطلبات عبورها.
وأضاف طنطاوي، في الكلمة التي نقلها التلفزيون المصري: "بعد ثورة 25 يناير التي فجرها شباب مصر، وحمل لواءها الشعب وحمتها وتحافظ عليها القوات المسلحة اختلفت الآراء وتشتت، وظهرت أصوات التشكيك في النوايا، وصاحبها بعض الأزمات والمخاطر على كافة الأصعدة وخاصة الأمنية والاقتصادية."
وأضف: "كان واجبا علينا مواجهة هذه الأزمات والمخاطر حتى لا تعرقل مسيرتنا وأهدافنا القومية، وتنزلق بالوطن والشعب إلى منزلق مجهول العواقب،" محذراً من "يحاول المساس بأمن واستقرار" مصر بأن عليه اتقاء "غضبة الشعب."
وبرز في ختام كلمة طنطاوي توجيهه التحية إلى الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، معتبراً أنه "صاحب قرار الحرب والعبور،" في حين غاب الحديث عن الرئيس السابق، حسني مبارك، الذي يخضع حالياً للمحاكمة، رغم أن السنوات السابقة كانت تشهد على الدوام كلمات تتعلق بدوره في تنفيذ "الضربة الجوية" التي مهدت للقوات البرية عبور القناة.
من جانبها، قالت جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل، إن اختيار زوجها لمبارك لخلافته (عبر تعيينه نائباً له،) كان "خطأ كبيرا،" مضيفة وأن مبارك "لم يستطع ملء الفراغ، الذي خلفه السادات، وأن مؤسسة الرئاسة بدت فارغة من قائد كبير ومحنك يستطيع مواجهة الأزمات بشجاعة وحنكة."
وأضافت السادات، في مقابلة تلفزيونية عرض موقع التلفزيون المصري لجوانب منها، أن الشعب "كان لديه إحساس بأن هناك شيئًا ما سيحدث أواخر أيام مبارك،" مشيرة إلى أن أسباب وجود هذا الشعور تتمثل في "طول مدة الحكم وغلاء الأسعار وتزوير الانتخابات النيابية واستغلال المناصب والنفوذ في جمع الثروات وبيع الأراضي بأسعار بخسة، علاوة على الحديث عن توريث السلطة."
وأقرت السادات بأن مبارك "حمى مصر من أشياء كثيرة منها عدم نشوب حروب وعدم التعرض لمشاكل مع الدول الأخرى،" غير أنها تابعت بالقول إن ذلك لا يمنع من أنه لم يمارس سلطاته كرئيس للجمهورية في وقف نهب ثروات البلاد، على حد تعبيرها.