كشفت مصادر سابقة في قطاع الكهرباء عن أن تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك، وراء أزمة انقطاع التيار المستمرة بعد تدهور حالة شبكات الكهرباء. وأوضحت المصادر أن برنامج الرئيس تضمن توصيل التيار الكهربائي لحوالي 800 ألف وحدة سكنية في العشوائيات والمباني المخالفة. وقالت المصادر إن التنفيذ تم خلال 3 سنوات وعلي 3 مراحل، دون اتخاذ إجراءات وقائية ودون زيادة القدرات الموجودة. وأوضحت المصادر أن التنفيذ أدي إلي زيادة العبء علي الشبكات وزيادة الاحمال بشكل دفع مشغلي الخدمة لتوسيع جداول تخفيف الأحمال والذي يتم بقطع التيار عن المناطق بالتبادل. وقالت المصادر إن اجتماعات الدكتور حسن يونس مع قيادات قطاع الكهرباء تجاهلت تدوين أي اعتراضات علي تنفيذ ما جاء في برنامج الرئيس رغم تأكد الجميع من تأثير ذلك علي الشبكة وكفاءتها. وقال مصدر بإحدي شركات توزيع الكهرباء إن المسئولين بقطاع الكهرباء لم يناقشوا رغبة مخططي البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك، حتي لا يفضحوا حالة الشبكة الكهربائية. وأكد أن وزير الكهرباء رحب بشدة بتوصيل التيار للمخالفين والعشوائيات رغم اعتراضات قيادات شركات توزيع الكهرباء الذين يعلمون كم الطاقة المشتراة من شركات النقل وكم الاستهلاك الحقيقي.
وأكد المصدر أن اجتماعات الوزير مع قيادات الشركات كانت دائمًا تحاول أن تجد حلا للمعادلة الصعبة لتوفيق أوضاع الشبكة وسط كم الانتاج الذي لا يتعدي 26 ألف ميجاوات وكم الاستهلاك الذي وصل إلي 23 ألف ميجاوات، وأكد المصدر أن هذا الانتاج يكفي الاستهلاك ويزيد إلا أن هناك أكثر من خمسة آلاف ميجاوات معطلة بين محطات خارج الخدمة، ومحطات غازية تقل قدرات انتاجها مع ارتفاع درجات الحرارة، وتوقف محطات للصيانة الاضطرارية لوجدنا أننا نحتاج 2000 ميجاوات أو أكثر للوفاء بالاستهلاك ويلجأ قطاع الكهرباء إلي جداول تخفيف الاحمال لقطع التيار عن أحياء بأكملها وعشرات القري والمدن في قبلي وبحري، وكشف مصدر بالشركة القابضة لكهرباء مصر عن وجود تعليمات بعدم قطع التيار عن المنتجعات السكنية الموجودة علي الطرق الصحراوية، والساحل الشمالي ومناطق سكن المسئولين رغم أنها تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء وقال إن الشبكة القومية لكهرباء مصر تعاني زيادة الاستهلاك المنزلي وتغيير النمط الاستهلاكي وتكرار خروج وحدات الانتاج من الخدمة بالاضافة إلي التطور الطبيعي للاستهلاك علاوة علي سوء التخطيط في تنفيذ برامج الصيانة مما يؤثر علي العمر الافتراضي لمحطات الانتاج.